يلحظ القارئ الكريم أنني قد استبدلت كلمة «الحماقة» التي وردت في البيت بـ(الوساطة) تماشياً مع الوزن الخليلي من جهة ومن ثم الولوج إلى المعنى الذي أردت الكتابة عنه؛ لذا فإن ما أعنيه تماماً هو ذلك المرض الاجتماعي الذي يتسلل إلى مفاصل حياتنا الاجتماعية، والذي لا يكاد يخلو منه أي مجتمع من المجتمعات المختلفة.. وإن بدا بدرجات متفاوتة. ومن المؤكد أننا كبشر نتعرض لضغوط عاطفية أو اجتماعية أو نفسية تساهم بدورها في الخضوع لسلطة «الواسطة».. غير أن هذا ليس مبرراً مقبولاً لغمط حقوق الآخرين، وتحكيم منطق العاطفة بدلاً من تحكيم منطق العدل والأمانة والحق الأبلج.
لقد تغلغلت «الواسطة» في تكويننا الاجتماعي حتى بدت المفتاح السحري لكل باب مغلق، وباتت حملة (شف لك واسطة) الحل والعزاء لمن أوصدت في وجهه كل الدروب والأبواب؛ والحق أن الأمر لم يأت اعتباطاً بل نتيجة طبيعية للكثير من الممارسات والمشاهد التي نراها ونسمعها ونتداولها في مجالسنا. أعرف أننا لا نعيش في مجتمع ملائكي لا مكان فيه للتجاوزات والأخطاء، ولسنا من قاطني مدينة أفلاطون الخالدة التي لم يقطنها أحد على امتداد التاريخ، لذا فإن المطالبة باجتثاث شتلة «الواسطة» من حياتنا يبدو أمراً مستحيلاً.. لاعتبارات كثيرة لعل من أهمها:
ثقافتنا المجتمعية التي تنحو منحى قبلياً في الكثير من المفاهيم التي نؤمن بها.. ناهيك عن نظرتنا العاطفية للأشياء.. لذا بدت «الواسطة» حصان طروادة الذي يملك الحل لكل معضلة. قد يكون الأمر ليس بهذا الحجم من التهويل.. ولكننا أصبحنا ـ شئنا أم أبينا ـ نؤمن بأن الوصول إلى الهدف يمر عبر «الواسطة»، وفي تقديري أن سيطرة هذا المفهوم هو أحد معوقات الكفاءة التي نبحث عنها، والتي عن طريقها يمكننا أن ننتج جيلاً قادراً على دفع عجلات التطور والرقي لبلادنا.. سواء أكان ذلك عن طريق وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أو في أي أمر يتعلق بتصريف حياة المواطن العادي الذي لا يملك في هذه الدنيا إلا دعاء والديه، وإمكاناته التي تؤهله لملء مركزه بجدارة واستحقاق. أحياناً أتصور أننا كمجتمع ضحية لمفاهيم قبلية لا تستند إلى مفهوم وطني كالقول مثلاً: «اللي ما فيه خير لربعه ما فيه خير للآخرين!» لذا أصبح لزاماً علينا الارتماء في أحضان القبلية والمناطقية دون أي اعتبارات أخرى.
نحن بحاجة إلى ثقافة تؤهلنا لأن نتعامل مع الأشياء من منظور وطني صرف، فكلنا أبناء لهذا الوطن العظيم الذي وحَّد بنيانه ـ بتوفيق الله ـ صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز، غفر الله له، وكلنا نتقاسم خبز هذا الوطن وخيراته وهمومه، ونجد الرعاية من قادتنا الذين علمونا أن المقياس الحقيقي لخدمة هذا الكيان الشامخ تكمن في الكفاءة، وأن منطلق أي عمل خلاق ومبدع يعتمد على ذلك، وهو الأمر الذي يدعو إليه الرجل الذي يقود عجلة الإصلاح والتحديث واللحاق بالأمم المتطورة ووفق معطياتنا الوطنية الثابتة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. أعرف أن «الواسطة» ليست ظاهرة مستفحلة، لكنها موجودة بشكل أو بآخر، ولكي نضع حداً لها ينبغي أن نعترف بوجودها، وبأنها تشكل معوقاً لأية تنمية حقيقية.. ومن المفيد أن ندرس أسبابها وطرق علاجها.. ولا أظن أن ذلك صعب في وجود ضمائر حية تستشعر حجم ما قد تسببه من إحباطات لدى المواطن.. وبالله التوفيق.
تلفاكس 076221413
لقد تغلغلت «الواسطة» في تكويننا الاجتماعي حتى بدت المفتاح السحري لكل باب مغلق، وباتت حملة (شف لك واسطة) الحل والعزاء لمن أوصدت في وجهه كل الدروب والأبواب؛ والحق أن الأمر لم يأت اعتباطاً بل نتيجة طبيعية للكثير من الممارسات والمشاهد التي نراها ونسمعها ونتداولها في مجالسنا. أعرف أننا لا نعيش في مجتمع ملائكي لا مكان فيه للتجاوزات والأخطاء، ولسنا من قاطني مدينة أفلاطون الخالدة التي لم يقطنها أحد على امتداد التاريخ، لذا فإن المطالبة باجتثاث شتلة «الواسطة» من حياتنا يبدو أمراً مستحيلاً.. لاعتبارات كثيرة لعل من أهمها:
ثقافتنا المجتمعية التي تنحو منحى قبلياً في الكثير من المفاهيم التي نؤمن بها.. ناهيك عن نظرتنا العاطفية للأشياء.. لذا بدت «الواسطة» حصان طروادة الذي يملك الحل لكل معضلة. قد يكون الأمر ليس بهذا الحجم من التهويل.. ولكننا أصبحنا ـ شئنا أم أبينا ـ نؤمن بأن الوصول إلى الهدف يمر عبر «الواسطة»، وفي تقديري أن سيطرة هذا المفهوم هو أحد معوقات الكفاءة التي نبحث عنها، والتي عن طريقها يمكننا أن ننتج جيلاً قادراً على دفع عجلات التطور والرقي لبلادنا.. سواء أكان ذلك عن طريق وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أو في أي أمر يتعلق بتصريف حياة المواطن العادي الذي لا يملك في هذه الدنيا إلا دعاء والديه، وإمكاناته التي تؤهله لملء مركزه بجدارة واستحقاق. أحياناً أتصور أننا كمجتمع ضحية لمفاهيم قبلية لا تستند إلى مفهوم وطني كالقول مثلاً: «اللي ما فيه خير لربعه ما فيه خير للآخرين!» لذا أصبح لزاماً علينا الارتماء في أحضان القبلية والمناطقية دون أي اعتبارات أخرى.
نحن بحاجة إلى ثقافة تؤهلنا لأن نتعامل مع الأشياء من منظور وطني صرف، فكلنا أبناء لهذا الوطن العظيم الذي وحَّد بنيانه ـ بتوفيق الله ـ صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز، غفر الله له، وكلنا نتقاسم خبز هذا الوطن وخيراته وهمومه، ونجد الرعاية من قادتنا الذين علمونا أن المقياس الحقيقي لخدمة هذا الكيان الشامخ تكمن في الكفاءة، وأن منطلق أي عمل خلاق ومبدع يعتمد على ذلك، وهو الأمر الذي يدعو إليه الرجل الذي يقود عجلة الإصلاح والتحديث واللحاق بالأمم المتطورة ووفق معطياتنا الوطنية الثابتة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. أعرف أن «الواسطة» ليست ظاهرة مستفحلة، لكنها موجودة بشكل أو بآخر، ولكي نضع حداً لها ينبغي أن نعترف بوجودها، وبأنها تشكل معوقاً لأية تنمية حقيقية.. ومن المفيد أن ندرس أسبابها وطرق علاجها.. ولا أظن أن ذلك صعب في وجود ضمائر حية تستشعر حجم ما قد تسببه من إحباطات لدى المواطن.. وبالله التوفيق.
تلفاكس 076221413